تهديدات الأمن الإقليمي العربي في الميدان الخامس: نحو إستراتيجية للحماية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
مع تَوَجُّه العالم نحو الاعتماد المتزايد على التقنيات الذكية والحديثة وتَبَنِّي نماذج الحكومات والمدن الذكية، للاستفادة من مكتسبات الثورة الصناعية الرابعة في تحسين نمط الحياة البشرية، ومع تسريع عملية التحديث التكنولوجي التي تمر بها الدول والمجتمعات خاصة خلال فترة انتشار فيروس كوفيد -19 لضمان استمرار النشاط البشري العمراني أثناء الالتزام بتعليمات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، فقد أصبح العالم أجمع أكثر انكشافًا وعرضةً لمخاطر التهديدات السيبرانية.
ومع تزايد وتيرة الهجمات السيبرانية بصورة ملحوظة، وتزايد قدرتها التدميرية التي أصبحت قادرة على ضرب المفاعلات النووية والأقمار الاصطناعية، فضلًا عن البنية التحتية الحرجة، فإن ذلك يعني أن الحرب السيبرانية أصبحت أكثر احتمالًا من ذي قبل، بصورة قد تكون أكثر شراسة عن غيرها من الحروب، فخلال دقائق معدودة قد يقع آلاف من القتلى إذا نجحت هجمة سيبرانية في استهداف أحد المرافق الحيوية للدول كنظم الطيران أو المستشفيات.
ويعتبر الفضاء السيبراني هو ميدان المعركة الرئيس لهذه الجيوش السيبرانية، ولكنه ليس الميدان الوحيد، فكما تقاتل القوات المسلحة في الميادين الأربعة التقليدية (الأرض والبحر والجو والفضاء الخارجي)، فإن الجيوش السيبرانية تقاتل في جميع هذه الميادين مشتركة، إلى جانب قتالها أيضًا في الميدان الخامس الافتراضي وهو الفضاء السيبراني.
ومن هنا، تأتي أهمية هذه الورقة التي تناقش تهديدات الأمن الإقليمي العربي في الميدان الخامس، تلك التهديدات الجديدة الناجمة عن الاعتماد المتزايد على الفضاء الإلكتروني، وتسعى إلى تقديم رؤية تساعد متخذي القرار على صياغة إستراتيجية وطنية وعربية لمواجهة مخاطر التهديدات السيبرانية التي تواجه الأمن الإقليمي العربي السيبراني، تقوم على ثلاثة عناصر رئيسة، هي: ميدان المعركة القادم، والسلاح الملائم، والجيوش المقاتلة؛ فالميدان سيكون سيبرانيًّا، والسلاح سيكون برمجيًّا، والجيوش ستعمل من خلف الشاشات.
التنزيلات
المقاييس
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.